"عيد الميلاد"

 
 قراءة نقدية 
 
أصابعي..شموعك التي سوف تتحول بعد قبلة...إلى فراشات.                        من جملة المقاطع التي صورتها المبدعة الشاعرة مسيرة سنان..توقفت عندهذا المقطع الجميل..اعجبني فيه قدرتها على تشكيله ورسمه وتصويره...بمهارة فائقة....فكما يُحتفل بكل عيد ميلاد بضوء الشموع وتتجمع الفراشات لتزين المكان وتضفي عليه نوعا من البهجة والفرح والسرور.....نجد شاعرتنا واجمة حائرة لبعده عنها فكيف تحتفل بعيد ميلاد غائب...لكنها_وكعادتها_في كل قصيدة نجد لغة الاصرار والتحدي والمثابرة...فكأنما مسيرة مسيرة لاتعرف المستحيل.....قررت ان تحتفل بعيد ميلاده عن بعد....عبر وسائل التواصل الاجتماعي....بمختلف مسمياتها...فمجرد اول لمسة من انملها الرقيقة للوحة الكيبورد..هذه اللمسة هي بمثابة قبلة الاحتفال بعيد ميلاده....هذه اللمسة ستتبعها لمسات تسد فراغات اللوحة امامها فكأنما اصابعها باتت هنا شموعا تضيء حفلة عيد ميلاد الحبيب الغائب عنها....والفراشات..بقدر ماهي رمز للجمال والزينة والبهجة...لكنها كلما اقتربت من مصدر الضوء احترقت....وهكذا وجدت الشاعرة نفسها بهذا التشبيه الضمني...تحس في قرارة نفسها كلما كتبت باناملها(الفراشات) كلمات كلما احترقت بعض احاسيسها ومشاعرها..وتمزقت عواطفها...من ألم البعد...والفراق..لكنها تصر بأن  عيد ميلاده اليوم حفل من حنين ووجد وشوق يعتصره الالم..لايمّحي من الذكرة المكلومة...ولايعرفه نسيان الارصفة...لانه ليس حدثا عاديا....هذا الاحتفال في كل عام يتكرر انما هوبداية لانتظار من حنين....ليس هناك يأسا ولاقنوطا ولا استسلاما.....وهنا تكمن اصالة الارتباط ومعنى الحب الحقيقي...وشدة التعلق....قصيدة رائعة مزينة بالصور الخلابة رغم الوانها الحزينة...وظلالها الكئيبة...لكنها أنموذج للحب الفريد والارتباط الوثيق...والشوق العميق....اهنئك مسيرة على هذه القصيدة المتسمة بالوحدة الموضوعية وتسلسل افكارها وتنامي أحداثها..ودقة وصفها وروعة صورها..وحسن توظيف الفاظها ومحسناتها....ولغة الاصرار والتحدي فيها....المترجمة للرغبات الملحة في تحقيق الهدف مهما كانت التضحيات....لله درك وكم هو محظوظ هذا المُحتَفَلُ به.....
 
"عيد الميلاد "
 
عيد ميلادك الذي 
يبزغ كل عام من فَمِ 
القصائد
يعيد ترتيب الخرائب
 في حروفي
ويعتقُ من قيد الكلام
أسر البدايات ....
 
أيتها المدينة المعلقة 
في شهقتي العارية
خذي تراجيديا احتفاءي
بالصبر 
وازرعي كثافة المواعيد
في لغتي البكر ...
 
عيدُ ميلادك،
موعدٌ يليق بي
وأنا أحتفل به معك
على موانئ الماسنجر
ونافذة الواتساب
 الخضراء ..
 
أصابعي 
شموعك التي
سوف تتحول بعد قبلة
إلى فراشات .
 
عيد ميلاد اليوم
حفلٌ من حنين 
لا تغادره الذاكرة 
ولا يعرفه نسيان الأرصفة ..
 
عيد ميلادكَ
يغدوا كل عام
بداية لانتظار من حنين..
 
عصافير الكلام
تناغِشُ أعشاش قلبي
وتفقس كتابات من لهفة..
 
فأخضر 
وينسى وجعي المسافة 
لأعد لك قبلة خالصة 
من فرحة عطري....